نزل القرآن في ثلاتة وعشرين سنة (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة ص الآية 29، (كَذَلِكَ) أنزلناه متفرقا (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) سورة الفرقان الآية 32.
كان رسول الله قرآنا يمشي على الأرض كما جاء في حديث أمنا عائشة رضي الله عنها (لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ). كان تأثير القرآن في الصحابة رضي الله عنهم أبلغ وأعظم لأنهم أتوا الإيمان قبل القرآن.
والقرآن شاهد عليك وحجة لك أو عليك. والتأدب بالقرآن أسوة برسول الله ﷺ وصحابته الكرام. فكل الفواحش التي تنبدها الفطرة السليمة يعاقب عليها القرآن. فلماذا ينثره البعض نثر الدقل لا يتجاوز حناجرهم. لننظر ماذا فعل القرآن في سيدنا عمر لما سمع أخته تقرأ سورة طه. وأول آية تطالعنا في القرآن عالميته، فيه علم وهداية ونور. عالمية القرآن أنه يخاطب الإنسان والجن وكل صغير وكبير ويتأثر به كل من سمعه من الخلائق. فهو شفاء وهدى ونور لأن اللغة الأم التي نزل بها القرآن هي لغة آدم بل هي لغة الجنة التي وعد الله بها عباده المتقين. هي لغة تهز شغاف القلوب التي خلقت على الفطرة – والإسلام دين الفطرة دين إبراهيم –الآية 78 من سورة الحج (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ). عندما يلمس القرآن قلبك ووجدانك يرجعك ويزيل الحجب عنك لترى بعين قلبك ما لا تراه بعين رأسك.
تلك مقامات لاتنال قفزا بل درجات. ولابد لذلك من أدب يرفعنا إلى حظرة المولى في أن نطمح للوصول إلى الأسوة برسول الله ﷺ “قرآنا يمشي على الأرض”.
فاللهم أوصلنا إلى بابك وافتح لنا الباب.