أسئلة كثيرة لمهمات عظام

ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر. لذلك فلنسائل أنفسنا كيف نربي أطفالنا أكبادنا التي تمشي على الأرض. هل نربيهم كما كان رسول الله يربي وفق منهج الله في بداية كانت نبوة ورحمة لتعود خلافة على منهاج النبوة إن شاء الله كما أخبرنا بذلك عليه الصلاة والسلام. أسئلة عدة مطروحة في الواقع الملموس، كيف تربين أطفالك أيتها المؤمنة التقية الذين هم عماد مستقبل الأمة؟ فالأسرة هي الخلية الأولى لمجتمع نظيف أو مجتمع فاسد تنعدم فيه القيم والمبادئ.
ثم كيف تتعاملين أيتها المؤمنة التقية مع أبو أطفالك الذي يعمل خارج البيت من أجل راحتك وراحة أولادك؟ هل تخففين عنه كدر العيش وأتعاب العمل بمعاملة حسنة مفادها المودة والرحمة؟ أم أنك تنتظرين مجيئه لتصبي على رأسه مزيدا من أتعابك داخل البيت من صخب الأولاد وفوضى الطبخ والغسيل وغير ذلك من مسؤوليات البيت؟
أم تراك مدبرة حكيمة وعاقلة تحسن إدارة بيتها واستغلال الوقت والزمان؟ فإن لكل ذي حق حقه كما علمنا الحبيب المصطفى لما قال ((صدق سلمان)) حين قال سلمان لأخيه ينصحه “إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ”. ومن ضمن هذه الحقوق حق الأبناء.
هل تقومين بمجهود التربية ومسؤولية العناية بصحتهم البدنية والنفسية والتربية الدينية؟ هذه النقط الثلاث كي نقوم بها على الوجه الأكمل لابد من وعي بها – الوعي الصحي + الوعي النفسي + الوعي الديني. إذا لم تكن عندنا ثقافات واعية في هذه النقط فلن نصل إلى النتيجة المرجوة، لأن الطفل الذي يعيش في فوضى من المشاكل داخل البيت لن يعطي مستقبلا غير ذلك والأمثلة على ذلك كثيرة.
أسئلة كثيرة لمهمات عظام وأي مهمة أعظم من إعداد أجيال جند الله ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
أيتها المرأة المؤمنة الفاضلة أنت أعظم مخلوق لو عرفت قدر نفسك وعرفت كيف تكوني قدوة لأبنائك في التعامل والسلوك إلى رضى المولى عز وجل. فأنت صانعة الأجيال من الرجال والنساء، ولا تستقيم المجتمعات إلا باستقامتك. لذلك عنيَ الإسلام بالمرأة أيما عناية إكراما وتكرما. ولازال الرسول عليه الصلاة والسلام يوصي بالمرأة زوجة وأما وأختا.
والأحاديث في ذلك كثيرة والتنزيل أفاض واستفاض في آيات كثيرة ولله در حافظ إبراهيم شاعر العروبة والذمم إذ قال في المرأة قولا بليغا لا يترك دليلا على ما قيل ويقال وما قلت، في قصيدته المشهورة والتي مطلعها هذين البيتين:

الأم مدرسة إذا أعددتــها    أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى    شغلت مآثرهم مدى الحياة

Leave a Reply