مريم بنت محمد سالم بن عبد الله بن احمادو من قبيلة آل سالم المشهورين بالعلم من أجيال إلى الآن. وفي أسرتهم علماء كبار يدرسون ويؤلفون، وقد توفي منها ما يسمى “غارى”، ولا يزال منهم علماء إلى الآن 1378 هجرية. وهي قرينة محمد سالم بن عبد الفتاح الشاعر العلوي الشنقطي الذي سكن بأهله إلغ بعد 1350 هحرية ما شاء الله. فكانت هذه السيدة العالمة حين نزلت مع زوجها في إلغ تعلم البنات في دار سيدي المدني بن علي.
فذكر لي أن لها مع إتقان حفظ القرآن ولها إلمام حسن في العلوم. وكان لها في تلاوة كتاب الله العجب العجاب بغنتها الصحراوية الرائعة .وشهد لها نساء دار الأستاذ المذكور بالتهجد وقيام الليل في تلاوة القرآن. كما تقوم في النهار بتعليم بناتها وأولادها. ومن أحوال هذه السيدة مريم أنها ربيبة السيدة ماحا والدة الشيخ النعمة وزوجة الشيخ ماء العينين العالمة المشهورة. وقد اتصلت مريم بالسيدة ماحا فأخذت عنها العلم والسمت الحسن والأخلاق الطيبة. وما ذكرنا من أخلاقها ومن التهجد والتلاوة كان من صحبتها لهذه السيدة للسيدة التي ربتها وعلمتها ثم زوجتها لزوجها المذكور.
ثم إن والدة محمد سالم هي خالة الشيخ النعمة، لذلك زوجت السيد ماحا ربيبتها مريم لهذا الأستاذ. وتوفيت السيدة مريم سنة 1356 هجرية بعد هجرتها مع زوجها من إلغ إلى تادلة. حيث رابطت في زاوية الشيخ سيدي إبراهيم بن البصير لتعليم البنات.
المصدر المعسول ج 3 ص 57.