في الثاني عشر من ربيع الأول من كل سنة هجرية يحتفل جل العالم الإسلامي بمولد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. وهي مناسبة من أعظم الذكريات في حياة كل مسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبحمد نبيا ورسولا، أرسله الله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا. فإن احتفل المسلمون بهذه الذكرى فلهم الحق في ذلك لأن مولد رسول الله عليه الصلاة والسلام هو مولد خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. ولابد من وقفة احتفالية توقظ الوسنان وتحفز الغافل في دنيا الهرج وتوشح وجدان الأطفال بمحبة الرسول الأكرم الذي أرسله الله رحمة للعالمين. وحتى لا تخبو جدوة النور المحمدي في معمعة الواقع المفتون.
وحتى نمنح لأجيالنا الصاعدة من شباب هذه الأمة نفحة عطرة وهبة قلبية، بل نفس طويل، يعينهم على ترسيخ للسيرة العطرة والنهج المحمدي في ذاكرتهم ووجدانهم، لينظروا إلى مستقبل حضارة فكرية قائمة بإسلامهم. دينهم الحق. فهذه الذكرى هي إلتفاتة إلى تخليد حدث ذا أهمية في وجدان الأمة المسلمة بكل أطيافها. فهي سنة حسنة “ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها”. وإنما الأعمال بالنيات وإن لكل امرء ما نوى. فمن أقام الاحتفال بذكرى المولد النبوي لا أظنه يؤثم على ذلك كما يقول البعض ممن سدت الوهابية منافذ تفكيرهم.
والإحتفال بتخليد ذكرى المولد النبوي يندرج في محبة رسول الله ووسيلة تربوية للناشئة بالقدوة والمثال.