عندما نقف أمام مكان مولد الحبيب عليه الصلاة والسلام نسترجع كل اللحظات الأولى فى مولده صل الله عليه وسلم ونستذكر كل مواضع السيرة فى ذكر هذه اللحظة الحاسمة والمهمة فى تاريخ الحياة والبشرية فمن هنا اشرقت شمس الكون وسطع نور الحياة وتنفست القلوب الصعداء وتسامت الارواح وفرحت الانسانية وابتهجت الأمم وتلألأت نجوم السماء واستنارت بالكواكب والاقمار وازدانت الارض وبكت المآقى ودمعت العيون وتبللت المحاجر ونطق الصمت فى حضرة الصوت وغردت الاطيار وتساقطت الامطار وشدت الاوراق على الاشجار وكيف لا وهذا يوم مميز فى حياة البشرية حيث ولد سيد المرسلين وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام ..
وُلد النَّبي محمّد عليه الصلاة والسلام فجرَ الإثنين الثَّاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل في دارِ عقيل بن أبي طالب رضى الله عنه وكانت قابِلَتُه الشِّفاء أم عبد الرحمن بن عوف فسقَطَ ساجداً بينَ يَديها ثمَّ رَفَعَ رأسهُ وأصبعيهِ إلى السَّماء وقد سَبَقَت ولادته رؤى لأمِّه آمنة بنت وهبٍ كَانَتْ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ فِي مَنَامِهَا لَمَّا حَمَلَتْ بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهَا : إِنَّكِ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَإِذَا وَقَعَ بِالْأَرْضِ قُولِي أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّداً وكانت تَصِفُ حملَها فَتنفي عنهُ الشُّعور بما تَشعُر به النِّساء إذا حملن فليسَ في حملِها تعبُ النِّساء ولا ما يَجدنهُ من ألمٍ وضعف ومن ذلك أنَّها رأت أثناءَ حملِها بهِ كأنَّ نوراً خَرَجَ منها فأنارَ لها حتَّى رأت قُصورَ بُصرى من أرضِ الشَّامِ فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أخبرت جَدَّه عبد المطَّلِبِ بأمرِهِ فأخذهُ فدَخَلَ بهِ إلى الكعبةِ وعوَّذهُ ودعا له ثمَّ أسماهُ محمَّداً ولم يَسبِقهُ أحدٌ إلى اسمِهِ ليكونَ محموداً في العالمين ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب حتى أضاءت منه قصور بصرى بأرض الشام وهو المولود بمكة ..
منقول من
معالم المدينة المنورة