نبذة مختصرة عن الشيخ عبد القادر الجيلاني

هو أبو صالح محيي الدين عبد القادر بن أبي صالح موسى بن عبدالله بن يحيى الزاهد ابن محمد بن داود بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

أمه هي أم الخير فاطمة بنت الشيخ عبد الله الصومعي الحسني الزاهد، فهو حسني من جهة الأب، حسيني من جهة الأم، وعمته الشيخة الصالحة أم عائشة.

مولده ونشأته:

ولد الشيخ عبد القادر عام 470هـ /1077م على رأي معظم الذين أرّخوا لحياته.
وكانت ولادته في جيلان أو كيلان فعرف بالجيلاني أو الكيلاني، أو الجيلي.

ويبدو أن الشيخ الذي ضربت شهرته الآفاق كان آخر أولاد أبويه، لأنه عاش يتيماً، فقد توفي أبوه بعد ولادته بقليل لذلك عاش في كنف جده لأمه السيد عبد الله الصومعي.
فكان ينسب إليه عندما كان في جيلان فيقال ابن الصومعي، وكان آخر أولاد أمه لأنها حملت به قبيل سن يأسها بقليل.
ونشأ الشيخ عبد القادر في كنف أمه التقية، وجده العابد، الذي رباه على التقوى والصلاح ومكارم الأخلاق، فأخذ بخلائقهم، واقتبس من خلالهم، ومضى على الزهد والتفاني في العبادة وطاعة الرب عز وجل ومراقبته في السر والعلن.

كان الشيخ عبد القادر في بواكير صباه تواقاً للعلوم، محباً للمعرفة، وكان غاية آماله، وحديث أمانيه، أن يلم بأصول الشريعة الإسلامية، ويحيط بمداخلها ومخارجها.

وأزمع عبد القادر في قرارة نفسه السفر لحاضرة الدنيا ومنارة العلوم بغداد؛ لأن بلاد جيلان التي مكث فيها ثمانية عشر عاماً تفتقر لما يروي ظمأه، ويشفي غليله.

خوارق وكرامات الشيخ

ولقد نسج محبوه له العديد من الخوارق والكرامات وهو في هذا العمر الغض، والسن المبكرة، وأحاطوا تلك الفترة بهالة عظيمة من المعجزات التي لا تتسنى لطفل ما زال في معية الصبا، وطراءة السن:
– أذكر منها انقطاعه عن الرضاعة في نهار رمضان، والانكباب على ثدي والدته ليلاً،
– وحديث الثور له عندما كان يسير في البراري وإبلاغه بأنه لم يخلق ليكون فلاحاً،
– ومشاهدته للحج الأكبر من سطح بيته.

وصول الشيخ الي بغداد

سافر الشيخ عبد القادر إلي بغداد عام 477هـ/1095م، وهي السنة التي خرج فيها ((حجّة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي)) منها تاركاً التدريس في النظّامية، زاهداً في الدنيا، طالباً للمعرفة واليقين – يعني الإمام الغزالي –
لقد كانت بغداد في عصر الشيخ عبد القادر عنواناً لحضارة عالمية، بما تضمنته من تنوع وثراء؛ فكانت مجمعاً للعلماء والفلاسفة، ومركزاً للفقهاء والمفسرين والمحدّثين، ومنتدى للشعراء والكُتاب، وأصحاب التراجم والسير والتاريخ.

وصل الشيخ عبد القادر بغداد في زمن الخليفة المستظهر، وأمضى فيها ثلاثاً وسبعين سنة.
شهد فيها حكم خمسة من الخلفاء العباسيين.

ولكن الدولة العباسية في تلك الحقبة قد تقوضت أركانها، ووهت دعائمها، ولم يبق لها من الحكم سوى اسمه، وأن مقاليد الأمور كانت بيد السلاطين السلاجقة.
ولقد شهدت تلك الفترة حروباً طاحنة وبلبلة وفوضى واضطراباً، فالكل كان يروم الوصول إلى سدة الحكم.
وقاطنو بغداد تكالبوا على الدنيا.

ولقد رأى الشيخ عبد القادر ببصيرته أن الشهوات تؤنس جُلاسها، وتستبهم عليهم معالم القصد.
وأن الشباب الذين هم في سنه يهيمون في أودية الضلال.
فأقبل على العلم بهمة ماضية، وحرص شديد، وفي سبيل تحصيله عانى كثيراً من المتاعب، ومن أشدها الفقر.
قال عنه الذهبي في سير الأعلام النبلاء:
ليس في كبار المشايخ من له أحوال وكرامات أكثر من الشيخ عبد القادر. وقد مدحه ابن تيمية وأشاد، ووصفه بأنه قطب العارفين – انظر فتاوى بن تيمية المجلد 10 في علم السلوك.
عاش الشيخ عبد القدر تسعين سنة. انتقل إلى رحمة الله في عاشر من ربيع الثاني سنة 561 هجرية / 1166م. وشيعه خلق كثير ودفن في مدرسته التي كانت ببغداد رحمه الله. وله مشهد يعد من المواقع المهمة التي كانت داخل أسوار بغداد الشرقية. وخلف من الأولاد ذكورا واناثا. وتاب على يديه أكثر من مائة ألف. وخلّف كتبا كثيرة أشهرها ((الفتح الرباني والفيض الرحماني)) وكتاب ((الغنية لطالب الحق)).

Leave a Reply