لما حملت آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر لحمله عجائب، ومن ذلك ما جاء به حديث ابن اسحاق أن آمنة كانت تحدث أنها قالت: ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلا ولا وحما كما تجد النساء إلا أنني أنكرت حيضتي وآتاني آت وأنا بين النائمة واليقظانة، فقال هل شعرت بأنك حملت بسيد الآنام، ثم أمهلني مدة إلى حين الولادة، فقال لي قولي أعيده بالواحد الأحد من شر كل حاسد، ثم سميه محمدا. ولما أخذني المخاض ووضعت محمدا عليه الصلاة والسلام، نظرت إليه فإذا هو ساجد قد رفع أصبعيه إلى السماء كالمتضرع المبتهل. … وإذا بثلاثة نفر في يد أحدهم إبريق من فضة وفي يد الثاني طَست من زمرّد وفي يد الثالث حريرة بيضاء فنشرها فأخرج منها خاتما تحار أبصار الناظرين دونه، فغسله من ذلك الإبريق سبع مرات، ثم ختم بين كتفيه بالخاتم ولفّه بالحريرة، ثم احتمله فأدخله بين أجنحتيه ساعة ثم رده إلي.
وروي عن عثمان بن أبي العاص عن أمه فاطمة قالت “لما حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت البيت حين وقع قد امتلأت نورا ورأيت النجوم تدنوا حتى ظننت أنها ستقع علي”.
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني عبد الله وخاتم النبيئين وإني دعوة إبراهيم وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النببئين يرين. وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام.
ومن شمائل خلُقه
كان خلُقه القرآن كما قالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها لما سؤلت عن خلُقه، قالت كان قرآنا يمشي على الأرض وكان ضحكه التبسم وبكاؤه من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ولا رافع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، لكن تدمع عيناه ويسمع لصدره أزيز يبكي رحمة لميت وخوفا على أمته ومن خشية ربه عند سماع القرآن وأحيانا في صلاة الليل.