ذكر الإمام أبو سعد السمعاني المتوفى سنة 562 هجرية في مشيئته المسماة (التحبير) في المعجم الكبير ((النسوة التي كتبت عنهن)) ورتبت أسماءهن على حروف المعجم، وسرد تسعا وستين محدثة ورواية للحديث يسمع منهن أو كتبن له إجازة بمروياتهن وأنهن من بيوت علم ورواية وأن لهن صلة بكبار المحدثين والعلماء مثل حفيدة أبي القاسم القشيري المتوفاة سنة 530 هجرية.
وقد روى الحافظ الذهبي – وهو أعلى أهل الأرض إسنادا في الحديث والقراءات – أن شيوخه من النساء كثيرات جدا. وذكر الحافظ بن حجر أن مجموعة من شيوخه من النساء.
وهذا يفيد أن مشاركة المرأة في القرن التاسع الهجري في العلم والتعلم لازالت مستمرة وراثة عن الرعيل الأول من المهاجرات والانصاريات ممن بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاتصال والوراثة النبوية زوجات وبنات وأمهات.
فمن نقص من أهمية دور المرأة فيما خلقت له من أنها نصف المجتمع الذي يكون الأمة التي لها الخيرية : خيرية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد نقص عقله وحق جهله وظهرت عصبيته. فالمرأة هي الأم والزوجة والابنة والأخت وهي في الكل كل، وبها يكمل الرجل وبه تكمل.
الآية 1من سورة النساء ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))