وروى البخاري في صحيحه([1]) من حديث ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».
فدل هذا الحديث الشريف على أن الفراغ نعمة عظيمة من الله عز وجل، وأن كثيرا من الناس مغبون في هذه النعمة، وسبب ذلك الغبن يرجع إلى أحد ثلاثة أمور:
1- أنه لم يستغل هذا الفراغ على أكمل وجه. وذلك بأن يكون قد شغل فراغه بأمر مفضول مع أنه كان بإمكانه أن يشغله بأمر أفضل.
2- أنه لم يشغل هذا الوقت بشيء من الأعمال الفاضلة التي تعود عليه بالنفع في دينه ودنياه. وإنما شغله بأمور مباحة لا أجر فيها ولا ثواب.
3- أنه شغله بأمر محرم – والعياذ بالله –، وهذا أشد الثلاثة غبنا، فهو ضيع على نفسه فرصة استغلال الوقت بما يعود عليه بالنفع. ولم يكتف بذلك بل شغل وقته بما يكون سببا لتعرضه لعقوبة الله عز وجل في الدنيا والآخرة!
أهمية الوقت عند العقلاء
أهمية الوقت ووجوب حفظه مما اتفق عليه العقلاء، والأوجه التي تبين أهمية الوقت من جهة العقل، كثيرة نذكر منها ما أشار إليه الحسن البصري بأنه هو رأس مال الإنسان حيث قال “يا ابنَ آدمَ، إنما أنتَ أيام، فإذا ذهبَ يومُك ذهبَ بعضُك”. وكما قال عمر بن عبد العزيز “الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما”.
([1]) رقم (6412).