إن الذاكر يثاب حتى لو ذكر بلسانه دون قلبه. استمر في الذكر حتى لو كان بالك مشغولا. إياك أن تنقطع لأن لسانك إذا اشتغل بالذكر لايشتغل بالغيبة ولا بالنميمة. ولأنك إذا أدمت الكلام باللسان في ذكر الله أثر ذلك في قلبك لامحالة. ولأن الدوام على الطاعة وإن قلّت أحب الأعمال إلى الله. قال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الشيخين ((…وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ)) لأنه يؤثر في القلب ويحول الحال إلى مقام. فبعد أن كان الذكر يجري على لسانك دون قلبك، يدخل قلبك ويجري على لسانك معا. فهناك ذكر باللسان وهناك ذكر القلب وهناك ذكر اللسان مع القلب ثم هناك ذكر الروح.
وإذا بدأت الروح في الذكر سجد القلب لله. وإذا سجد القلب لله فإنه لايقوم إلى يوم القيامة. فسجود القلب لله ليس بعده قيام.
لاتترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه. استمر على الدوام. قال رسول الله عليه الصلاة وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني ((لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزَّ وجلَّ)). لم يقل قلبك، بل قال لسانك فهو أفصح العرب وسيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم صلى الله عليه وسلم.
“لاتترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره. فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة. ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حظور. ومن ذكر مع وجود حظور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور” وما ذلك على الله بعزيز ./ . عن الحكم العطائية.