نحن بشر نريد أن ننال رضا المولى عز وجل
من مناهج التربية في مدرسة العدل والإحسان “الرباطات والنصيحة”.
شعار هذا الرباط “نحن بشر نريد أن ننال رضا المولى عز وجل”.
وهو عبارة عن كلمة ألقيت ونوقشت في رباط 24 أبريل 2004.
عملنا بلا تربية إيمانية هو بمثابة تحزب سياسي وخواء روحي بلا تنفس أو تمثال بلا روح.
اللهم اشهد بأنا بك موقنات بك متجالسات، فاجعلنا من الذين أنعمت عليهم وفتحت لهم أبواب معرفتك ورحمتك، ولا تجعلنا من المغضوب عليهم ولا من الذين أبعدتهم ولم يشهدوا عظيم كنه معرفتك والتفكر في آلاءك وفضائل إنعامك.
ومن فضائل نعم الله علينا أن قدّر لنا حضور هذا العمل الذي يقربنا إلى رضا المولى عز وجل. واختارنا لفضائل الأعمال، وهي جهاد ودعوة. ولا جهاد بدون تربية. ومن وسائل التربية هذا الرباط الذي يجمع الشتات إلى وجهة المولى عز وجل. والتربية هي أساس كل خصلة من الخصال العشر التي أوضحها الأستاد المرشد عبد السلام ياسين في كتاب “المنهاج النبوي”:
(1) الصحبة والجماعة، (2) الذكر، (3) الصدق، (4) البذل، (5) العلم، (6) العمل، (7) السمت الحسن، (8) التؤدة، (9) الإقتصاد، (10) الجهاد.
وكل هذه الخصال من شعب الإيمان البضع والسبعين تنتهي إلى خصلة الجهاد، وهي منزلة التخلق بشعب الإيمان. وغاية التربية أن نكون مهيئين للمجاهدة في سبيل الله. والجهاد بمعناه العام كجهاد النفس والهوى والشيطان، وكجهاد الكلمة والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف إلى غير ذلك من مقتضيات الجهاد.
وغاية التنظيم أن نكون في مجموعنا قوة مجاهدة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وجبهة المؤمنات أهم الجبهات الجهادية: الأم مدرسة إذا أعددتها – أعددت شعبا طيب الأعراق.
وغاية التنظيم: نصرة دين الله. فكيف نصطحب تلك الخصال التسعة السابقة للجهاد لتكون الروافد الدائمة المغدية لنهر الإيمان؟ “من صحّت بدايته أشرقت نهايته” فردا وجماعة كما يقول بعض علمائنا من مشايخ التربية. وجاء في الحديث أن الفتح يقترن ببركة صحبة رسول الله صل الله عليه وسلم، تتوارثه الأجيال ببركة رؤية من راى من راى وصحب من صحب. يعني ذلك تسلسل الصحبة عبر الأجيال بالاتباع. يتسلسل معه موعود الله لمن سار على الطريق الممهد، وهو المنهاج النبوي. والذي يرى رسول الله صل الله عليه وسلم اتباعا ومحبة وأخذا عن السلف الصالح بالتربية المتسلسلة ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللَّهِ﴾. والخيرية لها شرط الصدق، وهو الشرط الأساسي في التربية. صدق إرادة وجه الله في القول والعمل والنية. واستمرار الفتح بالتسلسل سنده الصحبة والاتباع للمنهاج النبوي. يقول الأستاد المرشد “إن بحثنا في المنهاج النبوي يستجيب لحاجة في نفس المؤمن والمؤمنة الذي يريد أن يتقرب إلى الله تعالى بما يرضي الله تعالى”.
والتربية الإيمانية على نجاحها يتوقف ميلاد المسلمة أو المسلم في عالم الإيمان. وإذا قلنا أن لا جهاد بدون تربية وأن التنظيم لا يكون إسلاميا إن لم تكن التربية إيمانية، لا تنجح التربية إن لم نكن قدوة لغيرنا في سلوكنا وتقوانا لله عز وجل. لابد من جهاد كي نحقق في ذواتنا الخصال العشر وذلك ليس صعب التحقيق ويلزم الإرادة والهمة، ومحاسبة النفس الأمارة بالسوء.
شعب الإيمان
شعب الإيمان هي أركان المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا.
الإمام عبد السلام ياسين رجل موصول بالله. كتب الله له القبول في الأرض فأحبه الناس. ومشروعه المنهاجي ينظر لتربية عملية في أرض الواقع، وهو ما نحتاج إليه اليوم لنرتفع إلى ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم الذين أُتوا الإيمان قبل القرآن. طبق السيرة النبوية سلوكا في أرض الواقع تنظيما ومنهاجا عمليا، لتربية الأجيال بالقدوة والمثال حتى يكونوا قرآنا يمشي على الأرض لا قرآنا يُنثر نَثر الدقل. ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الغاية وهو ما سطر له الشيخ الملهم سيدي عبد السلام بما فتح الله عليه. جزاه عن الأمة خير الجزاء. وفي وصيته التي وصى بها مريديه وتلاميذه ومحبيه – ما عليه الرجل من جهاد في الله وبالله وعلى الله. لذلك أقول أنه الأب الذي قيضه الله لمن أراد أن يتفكر أو أراد شكورا.
وكل هذه الخصال البضع والسبعون من شعب الإيمان تؤدي إلى خصلة الجهاد وهي منزلة التخلق بشعب الإيمان. وغاية التربية أن تكون مهيئا للمجاهدة في سبيل الله والجهاد بمعناه العام. وهو جهاد النفس والهوى والشيطان وجهاد الكلمة في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف إلى غير ذلك من مقتضيات الجهاد.
وغاية التنظيم نصرة دين الله. فكيف نصطحب تلك الخصال السابقة للجهاد لتكون الروافد المغدية لنهر الايمان؟ ذلك أن من صحت بدايته أشرقت نهايته فردا وجماعة، كما يقول بعض علمائنا من مشايخ التربية. وجاء في الحديث أن -(الفتح)- يقترن ببركة صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. تتوارثه الأجيال ببركة رؤية من راى وصحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني ذلك تسلسل الصحبة عبر الأجيال بالإتباع، يتسلسل معه موعود الله لمن سار على الطريق الممهد وهو المنهاج النبوي.
كلمة تأبينية
كلمة تأبينيه في حق الإمام المرحوم عبد السلام ياسين في الذكرى الثانية للوفاء سنة 2012 الرباط .
طلب مني أخواتي في الجهة أن أعد كلمة عن المرحوم الإمام سيدي عبد السلام ياسين، في حفل تأبين الذكرى الثانية لرحيله إلى دار البقاء. والذي أشرفت عليه الجهة المنظمة، حسب الهيكلة المنظمة في مدرسة الإمام رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.
لكن لا الكلمات ولا العبارات لم تسعني في الحديث عن هذا الرجل الذي أراه هرما شامخ البنيان عظيم العطاء. وإن تحدثنا عنه في هذه الأمسية فإننا لن نفي حق الرجل في عطاءاته وما قدمه للأمة، جزاه الله خيرا وأكرم مثواه.
فإن وفقت في هذا فمن الله وإن كان غير ذلك فلي العذر، فما كان لمثلي أن يتحدث عن ولي من أولياء الله، تحدثت عنه المحافل والعلماء والمفكرون، وكل من له صلة بمعيته ومعرفته.
لكنني بكل تواضع وبكل احترام أحمد الله الذي جعلنا من زمرة مريديه وجماعته، بالصحبة والتلمذة. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ولا شك أن مشروع المنهاج النبوي هو أرقى ما تفتقت عنه عبقرية الإمام رحمه الله، بشهادة المهتمين والمطلعين بفكر الإمام رحمه الله. وهو مشروع البناء دشنه الإمام بكتاب جامع يحمل اسم هذا المشروع وهو المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا. ثم أعقبه بعشرات الكتب التي تسلط الضوء على مختلف جوانبه ومراميه في التربية والتنظيم والدعوة والدولة والسياسة وغيرها.
فجاء بحلول عملية لخلاص الفرد والجماعة، وبالعلاج الناجع للتحرر من الأنانية الفردية والاستكبار حتى تصبح مسلما حرا طليقا. لذلك أقول، سيدي عبد السلام كان أمة قانتا لله، وهذا يتجلى في أعماله التي نحسبها كانت لله وبالله وعلى الله وفي الله، بتضحياته في رفع شأن هذه الأمة وانتشالها من غائيتها، إلى الخيرية المشروطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لذلك فهو رجل ملهم موصول بالله عز وجل. فالمسلمون عند ربهم يتفاوتون بحسب إيمانهم وتقواهم وما قدموا لأنفسهم في الدنيا لدار الجزاء في الآخرة. وكان هو من السابقين ممن أيقظهم هم الأمة وهم الآخرة والميعاد.
وتشهد له الجموع الغفيرة من أمة سيد المرسلين بتربية أجيال من شبابها، في جماعة تتوب إلى الله وتدعو الناس أن يتوبوا معها. فنظّر لمدرسة إحسانية في مشروعه المنهاجي، ترتقي بالفرد داخل الجماعة المجاهدة إلى درى الإحسان، الذي هو غاية كل مؤمن يؤمن بالله ربا وبمحمد ﷺ نبيا ورسولا.
هذه الجموع الغفيرة من تلاميذ الشيخ المربي عبد السلام ياسين ومحبيه ومعارفه داخل المغرب وخارجه، تشهد له شهادة حق أن الله أحبه. وكل هذا التكريم وهذا التقدير، فمن الله المكرم لأن الله قد أحبه، فأحبه الناس شرقا وغربا.
ونحن نجتمع اليوم في هذه الذكرى الثانية لرحيله لنذكر أنفسنا بما يجب علينا وما يراد منا. وما قيمة اجتماعنا إن لم نكن على ما وصانا به مرشدنا رحمه الله. فوصيته الجامعة والقائمة على ما يدعونا إليه من خيري الدنيا والآخرة جاءت جامعة شاملة كاملة تستقي من نبع شمولية هذا الدين. وكذلك يجري الله على يد أوليائه وأصفيائه وورثة أنبيائه آياته وتجلياته رحمة بعباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. فكان بحق مجدد هذا القرن بشهادة من ألقى السمع وهو شهيد. نجتمع في هذه الذكرى وروحه ترفرف علينا، لأنه في قلوبنا حي وروحه تسري فينا بالصحبة والتلمذة والمحبة. نرث ذلك جيل بعد جيل إلى أن يتحقق فينا الموعود النبوي.
الصحبة
الصحبة تخرجك من العادة الى العبادة – بالاتباع للمنهج الرباني سلوكا واقعيا لإحياء سنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي كان قرآنا يمشي على الأرض.
معنى ذلك أن السنة ليست إخبارا (تعلم فقط) ولكنها سلوكيات تتبع. جعلنا الله وإياكم على قدم رسول الله بصحبة من صحب رسول الله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين فعندما يعتزل الإنسان بالفوز بنفسه يكون لقمة في جوف الشيطان .فالمرء لا نجاة له الا بالصحبة. صحبة المؤمنين.
ولايزال في الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس – ما نهوا عن المنكر وأمروا بالمعروف – هذه الخيرية المشروطة والحمد لله. الخير في الأمة برجالها الكمل والوارثين لرسول الله، وبنسائها الواصلات فالقاعدة (أن وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم منه).
“إذا أردت أن تصحب أحدا في الله عز وجل……،
فأسبغ الوضوء عند سكون الهمم ونوم العيون، ثم أقبل على صلاتك تفتح باب الصلاة بطُهورك، وباب ربِّك بصلاتك. ثم اسأله بعد فراغك: من أصحب؟ من الدليل؟ من المخبر عنك؟ من المفرِّدُ؟ من الخليفة؟ من النائب؟ هو كريم لا يخيِّبُ ظنَّك. لا شك يُلهم قلبك، يوحي إلى سرِّك، يفتح الأبواب، يضيء لك الطريق. من طلب وجدَّ وجد. ثم قل يارب دلني على الصالحين دلني على من يدلني عليك”. هكذا قال الشيخ عبد القادر رحمه الله.
الطريق مشرعة إلى الله عزوجل إلى يوم ا،لقيامة. من طلب وصبر ووجد الدليل والرفيق ووجد من يغسله وينقيه ويغدوه ويكسوه ويجمله حتى يصلح لتلك الحضرة.
ومن حاجتنا إلى الصحبة نعلم ما يقصه علينا الله عزوجل من أمر سيدنا موسى والرجل الصالح. سيدنا موسى وهو ما هو من أُولي العزم من الرسل احتاج إلى رجل يعلمه مما علم رشدا. ومن الذي علم الرجل؟ الله هو الذي علمه ما لم يعلمه سيدنا موسى. اختصه الله بعلم لم يفقهه سيدنا موسى. علم اختص به الله سيدنا الخضر عليه السلام. فما وقع بينهما من خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار ظواهر تقتضي الصبر لكون نتائجها مغيبة في علم الله. وحكمة الله في أكوانه يجريها على يد من اختارهم لأسرار ربوبيته.
والصحابة ذووا القدر العالي عند رسول الله ينصحون بالتماس بركة رجل، ما هو من الصحابة ولا من من يؤبه بهم. دعاؤه مستجاب وهو أويس القرني رضي الله عنه.
هذه المكانة من التخلي والتحلي تأتي بالتربية. والتربية معناها جهاد وعمل. جهاد مع النفس والهوى والشيطان. التربية معناها سلوكا وأدبا واتباعا وصولا إلى حظرة المولى اقتداء واتباعا لمن كان قرآنا يمشي على الأرض صلى الله عليه وعلى آله.
همتك مركبك في سماء طلب وجه الله. والعدل والإحسان شعار جامع شامل وطريق ممهد للسير وفق مفهومه (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) 90 سورة النحل.
فالإنسان محتاج إلى الله في كل شيء. والحاجة العظمى أن أكون متشوقا إلى معرفته ولقائه. ولابد لي ممن يدلني إلى الشوق إلى الله. إن استيقظ فييا هم الله عزوجل لابد لي ممن يدلني عليه. فاليقظة القلبية والصدق فيما عند الله طريق زادُه ذكر الله سرا وجهرا قياما وقعودا وعلى جنوبهم. فإنه كما للاجسام قوتا فللأرواح قوتا.
وقوت الأرواح ذكر الله و ((احب الاعمال الى الله أدومها وإن قل)). والذكر من أعظم الأرزاق. ومن وفق لذلك فقد أوتي خيرا كثيرا.
اللهم وفقنا لذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأوصلنا الى بابك وافتح لنا الباب يا كريم يا منان.
مقتطفات منهاجية
ويؤكد الأستاذ المرشد سيدي عبدالسلام “إن غياب التربية ونتائجها تحزب سياسي ما هو من الإسلام في شيء” … “وقيادة تنطق بالإسلام والقلب فارغ من حب الله والتوكل عليه تقود القافلة إلى التيه”. والتيه معناه الصحراء القاحلة، يعني الهلاك.
ويتحدث الأستاذ كذلك عن ضرورة التدرج في التربية ويقول “تزول الجبال عن قاعدتها ولا تزول الناس عن عاداتها”. بهذه الحكمة يوجز الأستاذ ضرورة التدرج في التربية. وعن سبب ذلك يقول “التربية معالجة لمادة إنسانية وشخصية لها ماض وبيئة اجتماعية واستعدادات، هذه المعالجة تريد من المربي أو النقيب حلما كثيرا وصبرا ومدارة. وكما تتأخر الشجرة الكريمة الثمار في الانتاج كذلك نصبر على ذوي الاستعداد الطيب سنين حتى النضج” مصدر الفقرتين المنهاج النبوي.
وأختم بهذين الحديثين لرسول الرحمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام – وهو طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها – كما جاء في الحديث القدسي ((من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)) أخرجه الترمذي وحسنه. وكلمة ذكر معنى شامل يتسع لسائر العبادات والقربات التي يبتغى بها وجه الله عز وجل، إذ هي جميعا نوافذ وفرص لذكر الله تعالى. (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) 77 الفرقان.
الدعاء مخ العبادة كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام.
وندعوا الله أن نكون أهلا لهذا العمل والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
من هي جماعة العدل والإحسان؟ وبأي عقلية انضممت ؟
كي أكون لبنة في موعود رسول الله صل الله عليه وسلم تسليما والذي حدثنا عن الخلافة على منهج النبوة ولذلك شروط أن يتجرد المرء من أنانيته وعبادته لنفسه ولا يتجبر على الله وأن يطرح امكانياته أمام إخوته يسأل نفسه ويسألهم مثلا : لدي مال أين أنفقه ؟؟ وعندي قوة كيف أعمل ؟؟ عندي علم فكيف أوظفه ؟؟ واعلم أنك لا شيء ولكن لا يد منك، واعلم ان الجماعة مجموع من البشر فلا تحمل معك أيها ( الوارد) روحا انتقادية وتبحث عن الأخطاء.
فالعمل الإسلامي في حاجة إلى دعم وتقويم صادق من أجل التغيير والتجديد.
وتبحث لك عن سفينة تركبها وسرب تمشي معه، وإياك أن ينقضي أجلك والله غير راض عنك.
تنبيهات حول كتب الإمام رحمه الله ومنهجه في الكتابة
ومما ينبغي الانتباه إليه
1-ضرورة التحري لمعرفة ما انتهى إليه رأيه في المسألة المطروحة
وهذا يقتضي الاطلاع على أكثر من كتاب من كتبه التي تجاوزت الأربعين وتغطي مساحة واسعة من القضايا. وبعض هذه القضايا قد تناوله في جل مكتوباته، وضمنها موضوع التغيير.
فتارة يفصل وتارة يوجز، ومرة يتناوله من زاوية معينة ومرة يقاربه من أخرى. كل ذلك حسب السياق أو ما تجمعت لديه من معطيات جديدة، أو لتسطير ما استقر عليه اجتهاده في المسألة بعد إمعان نظر وزيادة تمحيص، لاسيما وأنه رحمه الله لم يكن جامدا، ولايتردد في تغيير رأي إن بدا خطؤه.
ومما كان يقول إن الذي لايتغير فهو حجر يتيمم عليه. لذلك ينبغي التأكد من رأيه النهائي في المسألة موضوع البحث، كما ينبغي التنبيه على أن كتبه ليست جزرا مستقلا بعضها عن بعض، وإنما هي مترابطة بوشائج شتى ومن ضمنها القضايا ذات الأهمية الخاصة كمسألة التغيير.
2-ضرورة الانتباه إلى التسلسل التاريخي لصدور مؤلفاته
فهذه النقطة مرتبطة بالتي سبقتها، وهي مهمة لمعرفة التطور الفكري للأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله و ما انتهى إليه اجتهاده في المسائل التي بحثها.
فإذا عدنا إلى ما كتبه في بداية السبعينات، وأعني كتابيه، الإسلام بين الدعوة والدولةوالإسلام غدا، فسوف نجد أن النفس الذي كتب به ذينك الكتابين هو غير النفس الذي كتب به لاحقا، ابتداء من كتاب المنهاج النبوي وما تلاه من تآليف.
في المرحلة الأولى كان يكتب بنفس “إصلاحي”. كان ينتظر أن تأتي المبادرة إلى الإصلاح من فوق، لكن لما لم يأت ما كان يؤمله، غير موقفه، وخرج من التلميح إلى التصريح، ليؤكد بأنه لا أمل في التغيير في ظل نظام الفساد والاستبداد. لذلك فالذي يريد أن يتعرف على رؤيته السياسية بالاعتماد على ما كتب في تلك المرحلة، سيكون قد اعتمد المصدر الخطأ.
والشيء نفسه ينسحب على ما تكرر في بعض كتبه من عناوين بعض الفصول والفقرات. فاستحضار السياق الزمني مفيد جدا لمعرفة السابق من اللاحق. وحتى عندما يكون اللاحق امتدادا للسابق، فإن مقاربته لاتتم بطريقة واحدة، ولا المضامين تتماثل كليا، فربما استدرك على أمر قد فاته، أو زاده توضيحا، أو أرفد موقفا من قضية معينة بحجج جديدة.
ومما يعين على الوصول إلى المعلومة الصحيحة الانتباه إلى تاريخ تأليف الكتاب لا النشر. ففي بعض الحالات يكون قد أكمل الكتاب لكن نشره قد يتأخر سنوات، وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من ثلاثين سنة.
3-ضرورة الانتباه إلى منهجه في الكتابة
إن الذي يقرأ للأستاذ عبدالسلام ياسين رحمه الله لاشك يلاحظ تنوع الموضوعات التي تحفل بها كتبه، وطريقته في تناول تلك الموضوعات.
وهذا راجع إلى سعة اطلاعه ومشاركته في كثير من حقول المعرفة، الإسلامية وغير الإسلامية. بيد أن الظاهرة الأبرز في كل ما كتب هو استحضاره الدائم لما يعتبرها قضية الإنسان الكبرى، وهي قضية معنى وجوده ومصيره الأخروي.
إن اهتمامه البالغ بهذه القضية جعلته ينأى بنفسه عن النسج على منوال المطارحات الفكرية الجافة، ويعتمد بدل ذلك أسلوبا متعدد الأبعاد، يناقش، ويحلل، ويعظ ويذكر، ويبث الأمل، وينبه، ويبشر، ويساعده في ذلك تمكنه من اللغة العربية التي تطاوعه للتعبير عن المراد وبالصيغة المناسبة للمقام.
ولم يكن هذا المسلك منه رحمه الله اعتباطيا، أو عدم دراية بمناهج الكتابة المألوفة، لكنه منهج اختطه لنفسه عن وعي، وإيثارا لما يسميه بالأسلوب القرآني.
لذلك أيا ما كان الموضوع الذي يبحث فيه، سواء كانت له علاقة بنظام الحكم أو بالاقتصاد والتنمية أو كان يناقش النظم السياسية المعاصرة أو غير ذلك، فإنه لايترك الفرصة تمر دون تذكير الإنسان بالله واليوم الآخر، ودون دعوته بحرارة للنظر في ما يجعل لوجوده معنى، ولحركته غاية، تصل دنياه بأخراه.
منقول من المدرسة 🙁 ع.م.)
من كتاب الإحسان
أورد الامام عبد السلام رحمه الله في كتاب الإحسان ج1 ص 221 كلام نفيس من كلام الامام عبد القادر رضي الله عنه ما نصه: (الزاهدون ياكلون في الجنة ، والعارفون ياكلون عنده في الدنيا . والمحبون لا ياكلون في الدنيا ولا في الآخرة. طعامهم وشرابهم انسهم وقربهم من ربهم عز وجل ونظرهم إليه. باعوا الدنيا بالآخرة. ثم باعوا الآخرة بقربهم من ربهم عز وجل رب الدنيا والآخرة. الصادقون في محبته باعوا الدنيا والاخرة بوجهه وارادوه دون غيره. فلما تم البيع والشراء غلب الكرم، فرد عليهم الدنيا والآخرة موهبة، وأمرهم بتناولهما فاخذوهما).
السلام عليكم ورحمة الله،
بارك الله في الوالدة، وزادها علما ورفعة،
ورزقنا برها وراضاها،
حبدا لو تطوع بعض الأبناء أو الأحفاد،
لمراجعة بعض الملاحظات المطبعية،
كتحقيق الهمزة على بعض الحروف،
فأنت تكتبين بخط قرآني قد لا يدركه البعض.